حول المنتخب الوطني الجزائري

وتم الاستنجاد بأعوان أمن من ملعب فرنسا الكبير، خصيصا لمنع أي تشويش على التشكيلة الوطنية ما يسمح لها بالتحضير الجيد للموعد الهام، سيما وأن أعين الفضوليين مصوبة نحو أشبال سعدان، علما وأن الأنصار من الجالية الجزائرية بالمهجر بدأوا يتوافدون، ولو بأعداد متواضعة، على الفندق الذي يقيم به رفقاء حليش، مع احتمال أن يتدفق المزيد في الأيام القليلة القادمة، لأن الجميع هنا في فرنسا من بين المواطنين الجزائريي الأصل، كلهم رغبة في تشجيع الدوليين الجزائريين بطريقتهم الخاصة من أجل تحقيق حلم الملايين.

لكن ذلك قد يؤثر بالسلب على تحضيرات المنتخب الوطني، ما يفسر الإجراءات الأمنية المتخذة من طرف المسؤولين في "الفاف" بالسماح للتشكيلة الوطنية أن تحضر موعد السابع جوان في أفضل الظروف، وإلا لما كانت هناك أية فائدة من سفرية فرنسا، مادام أن الهدف الرئيسي منها هو تجنيب "الخضر" ضغط الجمهور قبل اليوم الموعود.

في هذه الظروف الهادئة إذن، شرعت التشكيلة الوطنية في عملها، ولو أن التعداد لم يكتمل بعد، مثلما كان مبرمجا آنفا، حيث يتواصل التحاق اللاعبين على فندق لكاستولي، فبعد المحليين وحليش الذين التحقوا بالجنوب الفرنسي أول أمس، جاء الدور على نذير بلحاج، بوعزة، عنتر يحيى، كريم متمور، باعتبار أن البطولتين الانجليزية والالمانية انتهتا الأحد الماضي.

وخلافا لباقي المحترفين، فإن اللاعب الحالي لنادي ماديرا ونصر حسين داي سابقا، رفيق حليش فضل التنقل مباشرة من بورتو إلى مدينة مرسيليا، أين انتظر زملاءه من المحليين في مطار مارينيان.

وعبر حليش عن سعادته بلقاء أصدقائه من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الجزائرية، مشيرا بأنه سيعمل المستحيل من اجل أن يكون أساسيا أمام مصر.

وكان عامر بوعزة ثاني الملتحقين من اللاعبين لم يسافروا عن طريق العاصمة بعد حليش، بتربص "الخضر"، حيث وصل ليلة الاثنين، أي في نفس الموعد الذي كان قد التزم به مع المدرب رابح سعدان.

وعبر بوعزة عن سعادته الكبيرة للالتحاق بالتشكيلة الوطنية، مشيرا انه يتمنى أن يحقق "الخضر" فوزا على مصر يضمن لهم مواصلة المسيرة دون خطأ.

ويكون نذير بلحاج قد التحق ليلة أمس، أي في اليوم الثاني من التربص، بعد أن أكمل المنافسة مع فريقه بورتسمورث في إطار البطولة الإنجليزية الممتازة. ويرتقب وصول لاعب نادي لوريون يزيد منصوري اليوم الى تربص "الخضر" بعد أن تمكن رابح سعدان من افتكاك موفقة مدربه غوركوف.

وإن كان منصوري سيلتحق اليوم فإن زميله في لوريان رفيق صايفي سيحضر يوم الأحد المقبل، أي بعد أن يلعب آخر لقاء مع فريقه في البطولة الفرنسية.

وسيلتحق لاعب بوخوم الألماني عنتر يحيى اليوم بمقر تربص الخضر بعد أن ودع زملاءه أمس.

وسيعرج يحيى على عائلته بنيس قبل التنقل إلى مقر تربص الخضر الذي لا يبعد كثيرا عن مسكنه.

وزيادة على حصة الاسترجاع التي قام بها اللاعبون المحليون في اليوم الأول من الوصول إلى مقر التربص، عرف اليوم الثاني إجراء حصة خفيفة أيضا، حيث اكتفى اللاعبون بالجري ومداعبة الكرة دون إجراء تمارين تكتيكية خاصة.

وأكد الناخب الوطني أن العمل الفعلي في التربص سيبدأ في الفاتح من جوان المقبل، أي بعد التحاق جميع اللاعبين بالتربص بما في ذلك زياني، بوڤرة، غزال، جبور، غيلاس.

وفضل الناخب الوطني سعدان أن يجري المنتخب الوطني تدريباته بمدينة أوبان التي تقع بين تولون ومرسيليا وعلى بعد حوالي 20 كلم من مقر إقامة التشكيلة الوطنية.

وتقرر أن تجرى التدريبات بأوبان تحت حراسة أمنية مشددة، حيث ستجرى دون حضور الجماهير.

ويبدو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم نجحت في اختيارها لفندق لوكستولي الذي يضمن الهدوء والسكينة للاعبين بما انه يقع في منطقة مهجورة وسط آلاف الهكتارات من العشب الطبيعي المخصص للعبة الغولف.

ويقع فندق لوكستولي على بعد كيلومترات عن مدينة لوبوسي ويحتوي على كل مرافق الراحة مما سيسمح للنخبة الوطنية بالتركيز والتحضير بالكيفية اللازمة لمواجهة الفراعنة.

ويحتوي فندق لوكستولي مساحات خضراء للعب رياضة الغولف وهي الرياضة المشهورة في الجهة الشرقية من الجنوب الفرنسي.

يشبه كثيرا الفندق الذي عسكر فيه الخضر بسوس

وشبه بعض اللاعبين فندق لوكستيولي بالفندق الذي عسكر فيه المنتخب الوطني في كأس إفريقيا بتونس والذي كان فأل خير عليهم، حيث تمكنوا من اجتياز الدور الأول على حساب مصر.

وما يدل على فخامة هذا الفندق، هو سعر الغرفة الواحدة الذي يتجاوز الـ350 أورو، أي ما يعادل 35 ألف دينار جزائري.

ويصنف هذا الفندق في خانة الفنادق ذات الأربع نجوم والتي تعتبر الأفخم في فرنسا، بما أن الفنادق ذات الخمس نجوم هي عبارة عن قصور.

وتمكن عضو الفاف والمكلف بالمنتخب الوطني وليد صادي من ضبط كل الأمور التنظيمية في فندق لوكستولي، حيث حضر للاعبين مفاتيح الغرف وشرائح الهاتف، وهو ما ارتاح له الوفد الجزائري المطالب بتحقيق الفوز أمام مصر.

صنع صانع ألعاب وفاق سطيف والمنتخب الوطني حاج عيسى الحدث بمطار مرينيان بمرسيليا الحدث فور وصول الوفد الجزائري، حيث تحدث مطولا لشرطي الحدود الذي قال له بالحرف الواحد انه نسخة طبق الأصل لرونالدينيو.

وفي نفس الوقت الذي كان يتحدث فيه حاج عيسى مع شرطي الحدود، اقترب منه شاب آخر وناداه باسم رونالدينيو، وما كان من ابن بوعقال إلا الابتسامة.

قال لاعب بوريسيا مونشغلادباخ كريم متمور انه تأخر في حضور تربص الخضر بسبب مزاولته للتدريبات مع ناديه بعد نهاية البطولة "نحن في ألمانيا نتدرب ثلاث مرات بعد نهاية البطولة لتوديع الزملاء وضبط بعض الأمور التقنية".

"سأحضر يوم الخميس"

وقال متمور انه سيحضر تربص الخضر بداية من يوم الغد الخميس بعد أن يعرج على عائلته في شمال فرنسا.وأضاف متمور انه اشتاق كثيرا للقاء باقي اللاعبين في المنتخب وبأنه سيعمل بجدية حتى يكون عند حسن حظ مدربه في لقاء مصر.

لم يتحمل رفيق حليش الخسارة التي مني بها فريقه السابق نصر حسين داي أمام جاره شباب بلوزداد في بطولة هذا الموسم وقال بأنه كان يتمنى أن تتواصل سيطرة فريقه السابق، لكن رغم ذلك حيا زميله في المنتخب نسيم أوسرير بالفوز على النصرية وبالتتويج بكأس الجمهورية.

رفض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم دعوة لتناول العشاء تقدم بها أحد رجال الأعمال المقيمين بفرنسا على شرف المنتخب الوطني.

وجاء رفض روراوة للدعوة بحجة أن المنتخب الوطني تنقل إلى فرنسا من اجل الهروب من الضغط ولا يمكنه قبول أي دعوة مهما كان وزن الداعي اليها.